المحور الأول: مفهوم العفو والتسامح
1- تعريف العفو: لغة المحو والطمس, واصطلاحا: إسقاط العقوبة عن المذنب المستحق لها مع وجود القدرة على إنزالها به.
والعفو صيغة مبالغة على وزن فعول, وهو من أسماء الله الحسنى الدالة على
اتصافه بالعفو, وهو خلق الأنبياء والرسل والصالحين من بعدهم.
قال تعالى عن يوسف عليه السلام في صفحه عن إخوته ( قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) يوسف 92.
وقال أيضا ( وجزاء سيئة
سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين) الشورى 37.
2- تعريف التسامح: لغة
من فعل سمح أي لان وسهل. واصطلاحا:
التسامح هو اليسر في المعاملة النابع من جود المتسامح وكرمه, وهو خلق يشمل
المعاملات المالية والاجتماعية.
المحور الثاني: العلاقة بين العفو و التسامح:
من معاني
التسامح: التساهل والحلم
والعفو, والتسامح الديني: احترام عقائد الآخرين, فهذه ألفاظ متقاربة المعنى في
اللغة العربية.
والعفو والصفح
والتسامح بين الناس فيقصد به: نسيان ما تقدم ومضى, والتنازل عما للنفس من حق
عند الآخرين, برغبة خالصة فيما عند الله وإيثارا للآخرة على الدنيا وطلبا للأجر
والثواب منه تعالى.
المحور الثالث: العفو والتسامح أساس نشر
المحبة وتماسك المجتمع
- بالعفو تنال العزة والشرف: قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه ( من أعز الناس؟ قال : الذين يعفون إذا قدروا, فاعفوا يعزكم الله تعالى). وفي المثل: ( العفو عند المقدرة من شيم الكرام).
- بالعفو والصفح تنقلب العداوة إلى صداقة, قال تعالى) ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا
الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا
ذو حظ عظيم) فصلت 33/34.
- العفو والتسامح من علامات الصحة النفسية:
قال تعالى مخاطبا نبيه عليه الصلاة والسلام وهو خطاب لكل
مسلم( فاصفح الصفح الجميل) الحجر 85. والصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه,
والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه, والهجر الجميل هو الذي هو الذي لا أذى معه.
- العفو والتسامح لحمة المجتمع الصالح:
قال تعالى ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله
لكم والله غفور حليم) النور22.
فكثير من مشاكل مجتمعنا اليوم مردها إلى البعد عن خلق
العفو والتسامح, وحلها يكمن في الابتعاد عن الحقد والحسد والأخلاق الرذيئة.
قال عليه الصلاة والسلام:( مثل المؤمنين في توادهم
وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر
والحمى) رواه مسلم.