المحور الأول: رعاية
الطفل: مفهومها, المسئول عنها, مجالاتها
1- مفهوم رعاية
الطفل: رعاية
الطفل هي القيام بشؤونه وتلبية حاجاته الجسدية والنفسية والعقلية والأخلاقية, حتى
تتكون لديه شخصية سليمة متوازنة, وحتى يكون مؤهلا لمواجهة ظروف الحياة في المجتمع.
2- مسؤولية رعاية
الطفل
أ/ مسؤولية الأسرة:
إن الطفل أمانة في عنق والديه, فقد أناط الإسلام بهما المسؤولية الجسيمة في رعايته والاعتناء بهو وجعل الأبناء رعية عند الوالدين, يسألان عنها يوم القيامة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله سائل كل راع استرعاه ..حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) رواه ابن حبان.
وفي إطار مسؤولية الأسرة,
نتحدث أيضا عن مسؤولية الأسرة الكبيرة أي أقارب الطفل وذوي رحمه, ففي حالة فقد
الوالدين يجب على أقاربه احتضانه والاعتناء به, لكن إذا لم يجد الطفل منهم حضنا
دافئا يلوذ به, حينئذ تنتقل رعايته إلى المجتمع.
ب/ مسؤولية المجتمع:
عند انتقال واجب رعاية الطفل إلى المجتمع, وجب إيجاد أسرة بديلة تكفل هذا الطفل المنبوذ دون إلحاقه بنسبها, أو أي مؤسسة أو جمعية خيرية تحتضنه وتلبي حاجاته, وتهيئ له سبل الاندماج في المجتمع حتى يستطيع الاستقلال بنفسه.
وقد حث الإسلام على كفالة اليتيم, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أنا
وكافل اليتيم كهاتين) وأشار بالسبابة والوسطى. رواه الترمذي.
3- مجالات رعاية
الطفل
يجب رعاية الطفل وتلبية حاجاته من
نواح متعددة يمكن إجمالها في أربعة منها:
- من الناحية الجسدية
- يجب توفير الحاجيات الضرورية للطفل من تغذية وملبس ومسكن.
- الحرص على نظافته وتطبيبه ووقايته من الأمراض.
- تعليمه بعض الرياضات التي تقوي بنيته الجسدية مثل السباحة وركوب الخيل.
- من الناحية الإيمانية/ الخلقية
- غرس العقيدة الصحيحة في نفسه.
- تعليمه كيفية أداء العبادات الأساسية.
- تعويده على الآداب الإسلامية في الأكل والشرب والملبس والنوم والحديث وفي كل سلوكاته.
- حثه على التزام الأخلاق الحسنة مع الآخرين.
- حثه على مصاحبة الأخيار وإعطاء القدوة الحسنة.
- من الناحية النفسية
- يحتاج الطفل إلى العطف والحنان والشفقة عليه.
- قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم لا يرحم."
- من الناحية العقلية
- كما يجب تغذية جسد الطفل، يجب تغذية عقله بالعلوم النافعة التي تسهم في بناء فكره وشخصيته.
المحور الثاني: حقوق
الطفل في الإسلام
خول الإسلام للطفل حقوقا كثيرة, باحترامها يستطيع الطفل أن يعيش طفولته الطبيعية وأن ينشأ نشأة سليمة, ويمكن تصنيف هذه الحقوق إلى حقوق عامة وحقوق واجبة على الأسرة.
1.حقوق الطفل على الأسرة
اهتم الإسلام بالطفل حتى قبل ولادته, لذلك شرع حسن اختيار أحد الزوجين الذي سيكون والدا فيما بعد, وعد ذلك حقا للطفل, قال صلى الله عليه وسلم( تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء) رواه أبو داود.
أما بعد ولادته فقد خول له حقوقا
كثيرة منها:
- تحسين اسمه والعقيقة عنه وختانه في اليوم السابع: قال صلى الله عليه وسلم: ( حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأدبه), وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه:( عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام) رواه البيهقي.
- الحق في النسب: قال عليه السلام ( أيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه وفضحه..) رواه النسائي.
- الحق في النفقة: أي توفير الأب كل الحاجيات المادية للطفل بحسب الاستطاعة, من تغذية وملبس وتطبيب...
- الحق في التعليم: قال عمر رضي الله عنه: ( من حق الولد على الوالد أن يعلمه الكتابة والرماية وأن لا يرزقه إلا حلالا).
- الحق في التنشئة الدينية: حيث أمر الله الآباء بوقاية الأبناء من نار, وهاته الوقاية لا تتم إلا بتنشئتهم تنشئة دينية, حيث يجب تعليمهم أمور دينهم وترسيخ ذلك في عقولهم وقلوبهم.