المحور الأول: الصبر واليقين: المفهوم
والتجليات
1- مفهوم الصبر: لغة
من صبر أي رضي وتجلد وتحمل وانتظر في ثبات واطمئنان. واصطلاحا: خلق يصدر عن قدرة العبد على الجلد
وتحمل الشدائد والابتلاءات في يقين وثبات دون شكوى أو جزع.
2- مفهوم اليقين: لغة
من يقن أي ثبت ووضح وتحقق. واصطلاحا:
الحق الثابت الراسخ في القلب رسوخ اعتقاد جازم لا شك فيه ولاظن.
3- تجلياتهما:
أ/ الصبر
ثلاثة أنواع:
- صبر على طاعة الله: خاصة العبادات التي تكسل النفوس عن أدائها, قال تعالى عن الصلاة ( وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).
- صبر عن معصية الله: وأفضل صورة عملية لهذا النوع: الصبر عن الشهوة, ومثاله: موقف يوسف عليه السلام وقد عرضت عليه الفتنة وتيسرت سبلها.
- صبر على ابتلاء الله: أي ما ينزل على المسلم من بلاء واختبار, كالمرض والموت..قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام ( قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) يوسف 90. وأشد الناس بلاء الأمثل فالأمثل: الأنبياء والصالحون...
ب/ حالات اليقين: اليقين يكون في حالين:
- في خبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- اليقين في أمر الله ونهيه وشرعه على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام.
المحور الثاني: علاقة الصبر باليقين في
الإيمان والعمل
قرن الله تعالى الصبر باليقين في الآية الكريمة ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) السجدة 24.
صاغ
العلماء هذه العلاقة صياغة جميلة بقولهم: ( بالصبر واليقين تنال الإمامة في
الدين), فلولا الصبر لما تحمل المؤمن ولما قاوم الابتلاء والفتن, ولولا اليقين
لما استمر ولمل تابع استقامته على هذا الدين.
المحور الثالث: الصبر واليقين أساس ثبات
الإيمان.
الصبر حالة تصاحب العابد في عبادته, ففي كل أمر يصبر على
طاعة الله وعن معصية الله وعلى أقدار الله. لكن اليقين يستوعب الإيمان كله, لأن
العبادة لابد أن تكون عن يقين, والصبر ثمرة من ثمراته. قال عليه الصلاة والسلام (
أفضل الأعمال عند الله: إيمان لا شك فيه, وغزو لا غلول فيه, وحج مبرور) رواه أحمد.
• نماذج
ليقين الأنبياء عليهم السلام:
- يقين إبراهيم عليه السلام في رؤياه ذبحه ابنه إسماعيل عليه السلام قال تعالى: ( قال يابني إني أرى في المنام أني أذبحك) فرد عليه إسماعيل في يقين تام لحكم الله تعالى ( يا أبت افعل ما تؤمر) الصافات: 102.
- يقين يعقوب عليه السلام في إرجاع الله لولديه بعد فقدهم ( عسى الله أن ياتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم) يوسف 83.
- يقين موسى عليه السلام بإرجاع العصا التي تحولت إلى حية وحفظ الله له ( قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى) طه 20
- يقين محمد صلى الله عليه وسلم بالفتح عند خروجه لعمرة الحديبية ( لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام)الفتح27.
